ثمّ... اهتديت

 

ثمّ... اهتديت


بعد أن استخرت الله عز وجل جئت لأكتب قصة الرؤيا المصيرية التي حدثتك عنها، ولأني لن أتمكن من ذكر كل شيء جاء فيها أو سبقها أو لحقها في رؤى أخرى سأعمل ما استطعت أن تأتي صياغتي غير مخلة ذاكراً ما أراه مناسباً ولا يضرني سرده والله أسأل التوفيق والسداد والرشاد والحمد لله في الأولى والآخرة.

رؤيا تكررت مراراً...
في أعقاب حديث دار بين مجموعة من شباب أهل السنة كنت بينهم حول مسألة ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) على نحو ما يذكره الشيعة كان مما خلته آنذاك أن هذا الأمر مستحيل من كل أمر طُرق كان في فيه تعليق ساخر ويشبه في معناه التعليق الأول، وعلى أثر ذلك الحديث بدأ معي مشوار الرؤى، لذا سأقص هنا جزءًا مقتطعاً منه رأيته الأقل خطورة بالنسبة إلى ما أخفيت، ومع كونه كذلك لولا الضرورة ما قصصته على أحد.

صحراء... أرض منبسطة ممتدة على مد البصر، وبين كل بضعة أميال تقوم واحدة، الأولى استراحة كبيرة جداً جنة وارفة أشجارها، خضراء أرضها يتوسطها حوض ماء أقرب إلى الجدول الكبير، محاط بأنواع النباتات والثمرات الطيبة، والناس في أرجاء هذه الواحدة مطمئنون، نفوسهم ساكنة وادعة مكسوة بروحها المؤمنة، مستبشرون... حالهم بين عابد متبتل خاشع في صلاة أو توجه ودعاء ومشغول بخدمة أهل المكان والإعدادات للنهوض بأنواع مصالح جمعهم... وللواحة بوابات ثلاث يقف عند كل منها حارسان يكسوهما البياض، يعتمران عمائم بيض كتب عليها بخط صغير مقروء كأجمل ما رُسم يوماً حرف شيعة آل البيت ، وكذلك يرتدي سكان هذه الواحة؛ يقوم هذان الحارسان على كل بوابة بدعوة جموع الناس الهائمة في طول الصحراء وعرضها أن هلموا إلينا بدل هذا الهيام على الوجوه، فمن المارة من يدفعه الفضول فيتقدم ليرى ويتعرف لكنه لا يدخل، ومنهم من يهم بالدخول فيجذبه غيره ويمنعه، ومنهم من يسب الحراس وأهل الواحدة بأنواع الشتائم ويمضي مستمراً في ضياعه لا يعرف لنفسه وجهة ولا هدفاً والناس في هذه المهالك الصحراوية ماضون لا يلوون على شيء ولا ينشدون شيئاً ، ضائعون تائهون كالمأخوذين مشدوهون، يسيرون أميالاً وأميالاً نحو بحر يتراءى لهم في الأفق البعيد، وكلما قطعوا مفازة لاقتهم واحة كالتي سبقت وأناس فيها كمثل من في سابقتها، يدعون إلى النجاة والناس معرضون وكل واحدة من هذه الواحات تعلوها لافتة كبيرة خُط علياه (استراحة الإمام الفلاني) أحد الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، والملفت للنظر أن كل الواحات متساوية في شكلها الدائري وحجمها ومساحتها إلا واحة الحسنين عليهما السلام فهي كالتالي مكتوب على لافتتها استراحة الإمامين عليهما السلام، ولها ست بوابات شرقيين وغربيين وبوابة في شمالها وأخرى في الجنوب منها.. أما سكانها فأكثر سكان الواحات اغتباطاً ونشاطاً وحيوية وحراسها أشد حراس الواحات تهللاً ووضاءة ودعوة للناس للحوم بالواحة والنجاة، وهم أكثرهم تحملاً لأذى الناس، الواحة بالجملة أجمل وأبهى أخواتها.

وهكذا يسير الناس على طول الطريق ويصادفون هذه الواحات وما أقل ما يلتحق أحدهم بإحداها.. كلهم يريد البحر وليتهم يعرفون لماذا!! والجدير ذكره أن ألوان ثياب هؤلاء الناس التائهين كلها باهتة كالحة صفراء حمراء خضراء وغيرها لا تقر برؤياها عين ولا ترتاح لها نفس... كذلك سرت أنا مع السائرين في هذه الصحراء والتقيت هذه الواحات، ودفعني الفضول إلى النظر فيها، ولم أحفل بدعوة حرسها ويممت في مسيري البحث على غير تخطيط ولا دراية لم هذه الوجهة!!

أخذني العجب بسبب ألوان ثياب الناس الباهتة، وفيما كنت أنظر إليها قلت لنفسي... عجباً لهؤلاء كيف يلبسون وكيف يختارون الألوان، ولم يرعني سوى صوت مفاجئ جاء عن يساري يقول ... (لو نظرت لنفسك لرأيت لون ثيابك!!) نظرت إلى مصدر الصوت فإذا فتى وضيء يرتدي البياض تعلو رأسه عمامة ناصعة محلاة بنقاط حمراء، وعدت من قوله بنظري إلى ثياب فأذهلني وشغلني لونها الملوح وتلطيخات سوداء هنا وهناك عن الاحتفال بهذا الفتى... وكأنه الران يغطي الجو فلا يعاد يُرى لكثافته والعياذ بالله... ورحت في غفلتي كغيري من التائهين في هذه الصحراء يصادفني ما يصادفهم، وأصد عن دعوات أهل الواحات صدهم.. والوجهة البحر!!!!.

قطعنا المفازات، وتجاوزات بالواحات وأخذنا التعب ونال منا حتى وصلنا شاطئ البحر، وهناك كان على أيماننا مدخل لغاية أو هكذا تظهر...وفي ناحية من الشاطئ قام شيء مثل الجسر أو قُل "مجاز" هكذا...

داخل في البحر بضع مئات من الأمتار حتى يصل طرفه الآخر إلى سفينة حملت لافتة على شكل شراع كتب عليه (سفينة صاحب الزمان)، وتحت هذه العبارة كتب (نجا من أدرك)، وقبل نهاية الجسر بقليل اتصل بالجسر عن شمال السائر عليه تجاه السفينة شرفة مربعة الشكل وقف عليها شيخ جليل وضيء يرتدي البياض وعلى رأسه عمامة سوداء، لحيته عريضة كثة، وجهه مستدير منير، ينظر إلى جميع المتوجهين وأنا بينهم بنظرات حزينة ناطقة كأنها ترثى لحالهم وتدعوهم أن اصعدوا إلى سفينة النجاة، أما هناك في أول صعود الجسر وقف داع يأمر الناس بالتوجه إلى الجسر ثم السفينة ويوجههم، ... فبعضهم يقع في البحر، وغيره يتوجه إلى يمينه حيث الغابة، وأن يدخل داخلهم بين أشجارها حتى يُبتلع وكأنه هوى في سُج..لا قعر له.. يُعرف ذلك من صراخهم الغائر وهم يهوون، وآخرون يستجيبون إلى الداعي ويتوجهون إلى الجسر الرفيع نحو السفينة، لكنهم ما أن يخطون بضع خطوات حتى تتخطفهم أمواج، أو ينزلقون إلى البحر فيهوون، والناجي منهم قليل، وقفت أنا أنظر هنا وهناك وأزيد الأمر وفق الجاري أمامي، وبالتفاتة إلى ناحية ما إذا بي أرى ذاك الفتى الذي حثني عندما حدثت نفسي عن الملابس الكالحة ينظر إليّ ويومئ بيده بأن أصعد إلى السفينة نظرت إلى حيث السفينة فإذا بالشيخ الجليل ينظر إليّ بنظرة كأنه يوافق الفتى لكنني تجاهلت الاثنين وعدت أدراجي في نفس الطريق الذي قادني إلى هنا هائماً من جديد على وجهي، وكنت في طريقي بين الحين والحين أرى ذات الفتى يشير إليّ من بعيد بأن أتوجه إلى إحدى الواحات، أو أراه قريباً مني يحدثني في نفس الأمر ، وفي كل مرة كنت إما أن أتجاهله أو أشتمه أو ادفعه إن اعترضني، أو انفض يده إن أمسك بيدي، ونهضت من نومي فزعاً أتعوذ من الشيطان ، فقد كانت هذه رؤيا وخلتها تغريرا منه، لكنها تكررت في اليوم التالي فذهلت وتأثرت جداً لكني اعتبرتها حرباً شيطانية لا بد أن أنتصر فيها عليه مهما احتال فيها واتخذ الوسائل فقررت تجاهل الأمر ، وفعلت ، غير أنها لما تكررت في الثالث اعتبرت الأمر خطير وجد لاعتبارات كثيرة كلها مرت متزاحمة في ذهني، وأخذ التفكير بي مسافر وعاد، علا وهبط، دار ودار لكن ظني غلب عليه أن الشيطان لا ييأس من ابن آدم حتى وهو في النزع الأخير، وما الأمر إلا من مكائده وإصراراته فعزمت أن أقنّطه مني، غير أن الفتى لم يتركني بل كان يظهر لي كل ليلة مرة أو مرتين وأحياناً ثلاث يحدثني تارة ويومئ إليّ أخرى نحو زاوية جلس فيها الشيخ يعني أن أذهب إليه، وكنت دائماً أصد وأرفض وأتعوذ، استمر ذلك طيلة ثلاثة أشهر مع العذاب النفس الذي يسببه والتخبط والحيرة وكان العزاء دائماً الاستعانة بالله على الثبات على الحق والشعور بالقوة في الصمود في حزب إبليس وحيله وجلده، إلى أن نمت ذات ليلة وأنا مستعد كالعادة للتعوذ من الشيطان الذي يأتيني بصورة الفتى إذ كان يشبه اليقين لديّ أنه لا محالة قادم ودوام التعوذ منه في النهاية سيصرفه لكن تلك الليلة كانت شيئاً مختلفاً ، إذ رأيت فيها أني في مرجة خضراء في خلاء سائر رامٍ بنظري إلى الأرض أفكر بالفتى، وفيما أنا على هذه الحال إذا بقدمين يقع عليها نظري الذي رفعته بسرعة لأرى أمامي ذلك الشيخ الجليل الذي يديم الفتى دعوتي الذهاب إليه وليس بيني وبينه أكثر من متر أو يزيد قليلاً فذعرت مثل من يغشاه حلم مرعب لكن سرعان ما عدت وتماسكت فقلت في نفسي أنه كان هذا من الشيطان فعليك بالقرآن فهو كفيل بأن يحرقه ويصرفه فلا يعود أبداً، وهو على كل حال اختبار!! شرعت أتلو القرآن، الفاتحة، سورة البقرة، فآل عمران، ثم النساء، والشيخ أمامي لا يكف ينظر إليّ بحزم وثبات كأنه يوبخني بنظرته لسبب ما لكن نظرته ممزوجة كانت بشيء من الانكسار والإجلال والخشوع لكلام الله جل وعلا الذي يُتلى على مسامعه، وقبل أن أختم النساء بآيات قليلة جلس الشيخ متربعاً حتى إذا ما دخلت رحاب المائدة إذا بي أفاجأ به يشاركني التلاوة مترنماً بصوت رجولي ضخم ليس أحسن ولا أتقن من صوته وقراءته، وحينها سقط في يدي وذهلت إنما ذهول هزني بل خلخلني ذلك منه وأيقنت أن الأمر لا يكون وهذا حاله ذا حيلة بالشيطان إن من قريب أو بعيد.. وجمت بعد أن أفقت باكياً طيلة ما تبقى لي من تلك الليلة، وبقيت واجماً سائر نهاري، جاء الليل وأنا كاره مجيئه كأني أدافعه أويت إلى فراشي حائراً لا أدري ما سوف أشاهد ليلتي تلك... جاءني الفتى كعادته متهللاً يرجو تغير إلى الخير عندي، اقترب قليلاً ... حيّني ثم قال يكفيك صداً ، إن من يريد النجاة يلحق ويطلُب لا يُطلب. دنا أكثر أمسك بيدي متشجعاً لا سيما بعد أن رددت التحية بأحسن منها... لم أبد صداً ولا نفوراً أياً كان نوعه فلما آنس مني استسلاماً قادني إلى زاوية في المكان جلس إليها ذات الشيخ، ولم يزل يدنيني حتى أوصلني منه على بُعد مد الذراع، نظرت إلى الشيخ بنظرة خجلة منكسرة، فنظر بصرامة تتخللها رأفة لا تنطوي عليها سوى صدور المصطفين من الخيرة ولم يمهلني أن أطرح السلام بل بادرني بقوله: (ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق..؟!

فدنوت منه دون أن أنبس ببنت شفة، أخذت بيده أصافحه ولم أجدني أحسّ شيئاً غير أن أجثو بين يديه مطرقاً رأس أبكي بحرقة ومرار، حتى إذا ما رَجَعت إليّ نفسي رفعت رأسي لأجد الشيخ والفتى قد اختفيا كلاهما مخلفين حيرة لا يصرفها إلا الله عز وجل.

والحمد لله رب العالمين
ثمّ...اهتديت

13/11/1993

ثمّ اهتديت ولا أخافُ ملامةً
ونبذتكم ونبذتُ كل عهودكم
للهِ مما كان أبرأُ إنّني
فالعينُ يملأها القذى من زلةِ
الله كم صحفٍ تُصّحفُ في الخفى
لكن بحمد الله بانتْ وانجلت
وانجابتِ الحجبُ الظليمة فانبرى
ثمّ اهتديتُ وقد عثرتُ على التي
فطُعِمتُ خير الزاد من بعد الطّوى
ونجوتُ من ظُلم النواصب شاكراً
إنّي اهتديت فما الشكوك تلمّ بي
آل الرسول الهاشميّ محمّد
من إن سألت عن العلوم وجدتهم
وإذا سألت عن التّقى تلفي
هم أوصياء الله بعد المصطفى
فمحلهم منها كأقطاب الرحى

هم في جبين الدهر تاجُ فخاره
أقمارُ حقّ في الجزيرة أشرقوا
من والهم والَ العظيم ودينه
وبحبّهم حبّ الإله أناله
يا من تُرنم بالكتاب فأنتما
وإلى ورود الحوض لن تتفرّقا
ولئن وصفتُ بكل حسنٍ فائقٍ
سلْ إن عجبت بطون أسفارٍ تجد
فالقومُ لا يرقى إليهم طائرٌ
هم بضعة الزهراء والأسد الذي
وجهٌ كريمٌ ما انحنى لحجارة
فدليل عصمتِه رعاية ربه
ومبادرٌ للدين لم يسبق له
وأخوه قد وليّ الرسالة بعده
هارونُ أحمد ذو الفقار بسيفه
هذا عليٌ والبتول نصيبُه
يا ثانيَ الثقلين إني جئتكم
يا سادتي يا نسل طه المجتبى
إني من الآن استحلت لشقّكم
وأذيعها فالحقّ يصعب كتمه
أجريمتي نكراء أنّي مقتفٍ
لا والذي فطر السماء وزانها
أأكون حمّالاً لوزرِ معاديَ
تباً لعيني إن تعمّت عن رؤى الحق
أنا إنْ أساوِ بالحسين يزيدَ أو
قالوا يذموني تشيّع ما دروا
أيُذَّمُ من ركبَ السفينة أو أتى
أو آثر الثقلين أقران الهُدى
أو حبّ من ولّى الرسولُ وأمّرا
أو يبغض الرامي الرسول الأكرم
أو غاصبي الزهراء فدك بربكُم
ويزيدَ إذ يسبي بنات رسوله
أو يمقتُ العلماءَ حين تظافرت
أو يكره الفجّار حين تسارعوا
أشباه علماء يُنالُ قضاؤهم
ما بين سندانٍ ومطرقةٍ ترى
ولذا نبذتُ الزيفَ لم آبه له
وأتيتُ أعدالَ الكتاب وعَبْرَتي
فإذا يُرى حُبّي لآل المصطفى
وإذا يُرى حُبّي لكم يا سادتي
وهجرتُ جيشك يا معاديّ مُبصرا
لم ألفِ في نفسي أسىً وتحسّراً
قد كنتُ مرغمي في الضلال مُسيّرا
الأسلاف من أمرِ بليلٍ دُبّرا
ولكم دليلٍ عن عيونٍ سُتّرا
فكأنما شمسٌ تشعّ تنوُّرا
للعينِ فجرٌ قد دعاني مُنذرا
لبلوغها أفنيتُ عمري ناظرا
وسُقيتُ من ظمأ زلالاً قُطّرا
ربي وأبقى للممات مقصّرا
إنّي تبعتُ من البيوت مُطهّرا
صلى عليهم ربنا وكذا الورى
أبوابه، لبح إن أردتَ تبصّرا
الأنامل نحوهم خير الدليل مؤشّر
والأمرُ يأبى أن يكون تشاورا
لو لم يكن يوم السقيفة ما جرى
لو ما جرى يوم السقيفة ما جرى
في كل ميدان تراهم أبحرا
وبنورهم ليل الجهالة أدبرا
وعدوُّهم عادى المليكَ
وببغضهم بالبغض أرجع مخسرا
الثقلان حتى أن تجيئا الكوثرا
رباه فاكتب لي النصيب الأوفر
ما كان شعري بالمراد مُعبّرا
النصّ فيهم قد أتاك تواترا
والسيلُ عنهم يا جهولُ تحدّرا
حاز المناقب كلّها ما وفّرا
ربّاه خير الأنبياء فأبكرا
قدرٌ من الله الحكيم مُقدّرا
لما أتى طه الرسول مُبشّرا
ومبلغٌ عنه الخطاب المنذرا
وارى الفوارسَ في الطحان لدى الثرى
قد أنجبا النسل التقيّ الأطهرا
أسعى ودمع العين أنهرا
أبصفحكم أحظى وأرجعُ مُعذرا
مُتشيّعاً من بعد تيهٍ مبصرا
أيضَلُّ حبي آل أحمد مسترا
أثرَ الهدى وتبعتُه مستبشرا
ما أرتضي سبل الضلالة والفرى
أو مهرقي دمِ الحسين على الثرى
السطوع ونوره لما انبرى
بعليّ عن لبٍ سويٍّ أبصرا
أنْ ذمَّهُم باتّ المديح وأكثرا
أبواب حطّة آيباً مُستغفرا
مُستمسكاً بهما وألقى المفترى
بغدير خمّ على الألوف وآثرا
بالهجر
أتقوّلت أمْ غاصبيها يا تُرى
في كربلا، أو عاذلي عنها وترى
أقلامُهم في طمس فرضٍ سُطّرا
في سبّ من ولّى الرسول وأمّرا
بالدرهم الذهبي يلمُعُ أصفرا
النصّ من ضدٍّ لضدٍّ حُوّرا
وهجرتُ درباً مُظلماً ومُزوّرا
في وجنتي والقلبُ منّي فُطّرا
إثماً فنعم الإثمُ أن أتبصّرا
جُرماً فنعم الجُرمُ يا سَمْعَ الورى