في هذا الحفل، نحتفل به موهوباً في حقل الأدب في مجموعته القصصية "الحرب الأخيرة" التي حكت المقاومة الإسلامية في لبنان من جوانب عديدة، وأبعاد متنوعة، فهو:
قابل في قصصها بين المقاومة والعدو الإسرائيلي، فأظهر، في قصة نهاية الطريق، المقاومة في جهوزية تامة، وتخطيط متقن للمستقبل، يقابلها ضعف العدوّ في ذلك، وفي مقابل اطمئنان المقاومين ووحدتهم التي انسابت في قصصه، أظهر في "الحرب الأخيرة" و"قطار العدو" و"تصويت زراعي" العدو الإسرائيلي خائفاً قلقاً، متفرّق الأهواء والدوافع ساخراً بعضه من بعض.
ودخل كاتبنا في قصصه إلى حَرَم المقاومين متماهياً مع عقيدته وثقافته:
فسطّر أمجاداً لهم غير مستنكرة، كالاستشهادي الصغير الوحيد في "لبيك يا زينب".
والجريح الرافض دواءً ايثاراً لرفاقه الجرحى في "سرٌّ في مشفى"، والمجاهد المتحمّل للصقيع حتى الشهادة ليمرّ المقاومون إلى "تلة زحل" في قصتها.
ولامس يد الغيب في "كلب الكمين", وفي الذئب الحارس للمجاهدين في "سلام هي".
وتجرّأ حكاية الخطأ القاتل في "بادج نبيل على صدري".
وشاغب في نقد ممارسة مسؤول في "المسؤول وحمار القرية".
وتوغّل أديبنا الشاب إلى مجتمع المقاومة بالقلم السّابق ذاته،
فسطّر أمجاداً له، كأم الشهيد الشهيدة في "عصا برائحة البارود" وزوجة الشهيد الصابرة في قصة "قلب الدمعة"، وابنة الشهيد الحالمة في "زيت القلب" وتلك المرأة التي حمت المقاوم وأنقذته في "طوعة فداء مسلم".
ولامس الطبيعة البشريّة التي يخرق فيها القلب جُدر المثاليّات في "لماذا يبكون".
وتجرّأ في حكايته عشقَ مجاهد لفتاة من مجتمع المقاومة لم تتفاعل مع عشقه في قصة "على ضفاف الكوثر".
إنّها قصص تحكي مجداً لمقاومة ومجتمع مقاوم قلّما نجد لهما مثيلاً في التاريخ، ولكنّه، للأسف، لم يواكَب بما يتناسب معه في الأدب، ونحن في بلاد الأدب والأدباء.
لذا أغتنم هذا الحفل لأحثّ الأدباء وأهل العلم ليخوضوا غمار المقاومة الأدبيّة لينتشر نور هذه المقاومة وثقافتها لصناعة تمهيد للمجتمع الكامل القادم حتماً، بوسيلة الانجذاب للثقافة التي صنعت المقاومة، فالأدب يصنع الانجذاب، والانجذاب يصنع الظهور، والظهور غاية الرسالات والرسل.
ونحن في ثقافة المقاومة وإعلامها نفتح الباب أمام الأدباء وأصحاب المواهب الواعدة كما أهل الفن الملتزم، للتعاون في مجالات أدب المقاومة وفنّها، لأداء الواجب الإنساني والديني والوطني تجاه المقاومة ومجتمعها.