وسيلة التزكية
كلمة لسماحة الشيخ أكرم بركات.
المناسبة: افتتاح شبكة المعارف الإلكترونية.
عنوان الكلمة: وسيلة التزكية.
المكان: قاعة مركز الإمام الخميني الثقافي.
الزمان: 11/5/2004.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـ "اقرأ" كان بداية الدعوة الإلهية لبناء المعرفة.
وبـ "يعلمهم الكتاب والحكمة" كان التوضيح لمهمة الرسالة الخاتمة.
وبـ "ويزكّيهم" كان التوجيه للمعرفة أن تسير في هدف تطور الإنسان في طريق صفائه وطهارته لا أن تكون طرفاً في مقابل التزكية، ولا ترفاً لا تنفع من علمها ولا تضر من جهلها.
وبـ "ما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" حديث عن الساحة التي أراد الله أن تصل إليها المعرفة المؤدية إلى التزكية، إنها ساحة العالم كلِّه وليست حكراً على أحد دون أحد.
وبـ "والقلم وما يسطرون" تقديس لآلة العطاء المعرفي.
انطلاقاً من هذه الخلفية القرآنية، كان الاهتمام بالبناء المعرفي الواقع في إطار التزكية وكان السعي الدؤوب لاستثمار الوسائل لإيصال تلك المعرفة إلى العالم بالحكمة المطلوبة.
ومع فتح شبكات الاتصالات العالمية المعروفة بالإنترنت وُجدت الوسيلة التي يمكن من خلالها إيصال الثقافة الأصيلة في وسط تصادم الثقافات، فكانت شبكة المعارف الإسلامية بصفحاتها السبع وسيلة إيصال للفكر الإسلامي وللحوار البناء والهادئ البعيد عن التعصب والتشنج لتكون الشبكة صوتاً ثقافياً للخلفية الفكرية التي انطلقت منها المقاومة الإسلامية في لبنان فسجلت للأمة العزة والكرامة.
وانطلقت تجربة الشبكة الإلكترونية من أشهر مضت لتلاقي تشجيعاً من محبي المعرفة وقمعاً من أعدائها.
أما التشجيع من رواد المعرفة وعشاقها فتمثل فيما أعرضه بين أيديكم من التقرير الإجمالي التالي:
1- حركة الدخول خلال الأشهر الثلاثة الماضية على شبكة المعارف على ثلاث صفحات منها مع العلم أن صفحاتها سبعة هي:
- الزوار 30486 زائراً. (المعدل السنوي 121944زائراً ).
- سحب ملفات و موضوعات وكتب: 458390عملية (المعدل السنوي1.833.560)
- عمليات فتح الصفحات: 649277عملية (المعدل السنوي 2.596.908).
2- يسحب من الشبكة بعض الإصدارات الثقافية لجمعية المعارف وتطبع وتوزع بالآلاف في بعض بلدان العالم.
3- منتديات الشبكة لحد الآن عشرة، هي:
1ً-منتدى الفكر والحوار.
2ً-منتدى الأدب والشعر.
3ً-منتدى القدس والمقاومة.
4ً-منتدى الثقلين .
5ً-منتدى الأسرة والتربية.
6ً-منتدى عاشوراء.
7ً-منتدى الدراسة عبر الإنترنت.
8ً-منتدى الولاية.
9ً-منتدى الحر.
10ً- منتدى استراحة المعارف.
وقريباً سيفتح منتدى الحوار باللغة الإنكليزية إن شاء الله.
إن عدد المشتركين المنتسبين إلى هذه المنتديات هو 1700 مشترك من مختلف أنحاء العالم.وعدد المواضيع المطروحة فيها بلغت حتى الآن 53442موضوعاً.
4- وصلت إلى الشبكة مئات المسائل من مختلف أنحاء العالم ومن مختلف الأديان والمذاهب للسؤال في أمور فكرية وإسلامية متنوعة.
5- يتضح من الرسائل الواردة إلى الشبكة مدى استفادة المبلغين والخطباء من كتب وسائر إصدارات جمعية المعارف في مختلف أنحاء العالم.
6- لوحظ إقبال عشرات الطلاب على معهد الإمام المهدي (عجل الله تعالى فرجه الشريف) للدراسات الإسلامية عبر الإنترنت حيث تخرج قسم منهم.
ومما يجذب إلى هذه الدراسة عملية التدريس المباشر عبر الإنترنت في هذا المعهد.
هذا بعض ما يدخل في خانة التشجيع.
أما ما يقع في حالة قمع الحرية الفكرية فهو ما مورس من قبل التابعين للإدارة الأمريكية من محاولات عديدة لإغلاق صفحات هذه الشبكة عبر القرصنة على مواقعها وهو ما يدخل ضمن الصورة الواضحة للوجهين الأمريكيين وجه الشعار الداعي إلى الديموقراطية والحرية.
ووجه الممارسة القائم على الديكتاتورية وقمع الحريات.
فهو جزء من تلك الصورة الأمريكية في العالم.
ففي العراق وجه الشعار الأمريكي يريد أن يحوّله إلى بلد نموذجي يعيش قيم الديموقراطية والإنسانية.
ووجه الممارسة الأمريكية يعذب السجناء العراقيين بأبشع أنواع التعذيب الجسدي والمعنوي بالكهرباء وبانتهاك الكرامات التي يستحي اللسان عن ذكرها بينما هم يتسلون بها وبتصويرها.
وجه الشعار الأمريكي يدعو لحرية إبداء الرأي ووجه الممارسة الأمريكية يغلق الصحف التي لا توافقها الرأي.
إنها ثقافة الاستغباء التي تعمل أمريكا على زرعها في الشرق الأوسط بإدخالها في المناهج التربوية وفي تنمية الإنسان الشرقي الذي تريده خادماً لمصالحها ومحققاً لطموحاتها.
وأخيراً لا بد من توجيه الشكر لكل من ساهم في تفعيل هذه الشبكة الهادفة وأخص بالشكر مكتب الإنترنت المركزي الذي كان له الدور الكبير في إنجاحها وننتهز هذه الفرصة لنقدم لمديره العام الأستاذ أبي محمد درع تقدير وفاء له وللإخوة الفنيين الموقرين كما أخص بالشكر سماحة الشيخ هيثم حجيج الذي كان لسهره وإخلاصه وحكمته الدور الأساس لتفعيل عمل الشبكة وكذلك سماحة الشيخ هشام شري الذي كانت انطلاقة الشبكة بسعيه الدؤوب المتواصل.
وفي النهاية
أشكر راعي الاحتفال معالي الوزير الأستاذ غازي العريضي على رعايته الكريمة لهذا الحفل وهو السبّاق إلى دروب العطاء بحيوية تنطلق من إيمانه الوطني العميق بثقافة المقاومة والإباء... والشكر لكم جميعاً.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته