بين كلمتين
اكتمل القرآن الكريم بين كلمتين: اقرأ وبلّغ.
الأولى: تأمر باغتراف العلم من منهل الحق لاكتمال صورة الحقيقة.
والثانية: تأمر بالإعلام عن تلك الحقيقة بهدف إحقاق الحق.
والإعلام قد يرفض ان كان عن واقع يفرِّق، لكن لا اعتراض على الإعلام عن الحقيقة الجامعة.
لذا وفي ظل الفرقة في السياسة، هلموا بنا أيها الإعلاميون الكرام نحو الثقافة والكتاب، لعلهما يكوّنان منفذ نور وحدوي في أجواء ظلام التفرقة.
هلموا بنا أيها الإعلاميون للتوجه نحو الكتاب الذي ما كان له في لبنان إلا عدو واحد هو العدو الإسرائيلي الذي أحرق مئات الآلاف من كتب العلم والمعرفة والعديد من مراكز الثقافة والأدب أثناء عدوان تموز. فأكدوا بذلك عداءهم للكتاب، وهم في تاريخهم كان المحرّفين له عن مواضعه وفي حاضرهم ما أطاقوا انبعاث النور من جنباته فأحرقوه بصواريخ الحقد والكراهية.
لكن هيهات، هيهات لهم أن يحرقوا ذلك الانبعاث الذي دخل من الكتاب واندمج مع الروح التي سمت به فسطرت آثار الاندماج مقاومةً وصموداً وقراراً بالبقاء والاستمرار والتطور والتكامل.
قراراً أعلنت عنه جمعية المعارف الإسلامية الثقافية، في مؤتمرها الصحفي الذي أقامته في نقابة الصحافة اللبنانية بعيد حرب تموز أعلنت فيه عن عزمها على إقامة معرض المعارف الثاني للكتاب العربي والدولي في منبر الثقافة والمقاومة في مجمع سيد الشهداء (عليه السلام) الذي كما عُمّر ويَعمُر بعد تلك الحرب سيعمَّر ويعمُر كلُّ لبنان إن شاء الله بحلة أفتى وأبهى وأجمل وأكمل.
وكما نجح معرض المعارف الأول للكتاب، فإنا أمام بوادر أفضل بكثير من العام الماضي، فدور الكتب المشتركة في المعرض وصلت هذه السنة إلى 255 داراً منها 51 داراً عربية وأجنبية.
وإضافة إلى معرض الكتب سنشهد السنة إن شاء الله عرساً ثقافياً مكللاً بالأنشطة الأدبية والفكرية، يشترك فيها علماء ومفكرون وأدباء من لبنان ومصر والمملكة العربية السعودية وإيران والسودان وسوريا وتركيا وسويسرا ليساهم ذلك منضماً إلى كوكبة المعارض والأندية والمراكز الثقافية في لبنان، في تفعيل ثقافة الحياة الحرة الشريفة المعطاءة الأبية، وليشكل حلقة من حلقات التواصل والانفتاح بين مختلف أطياف هذا الوطن العزيز.
شكراً لتلبيتكم هذه الدعوة، على أمل اللقاء القريب معكم في إحدى أعراس الثقافة في لبنان في معرض الثاني للكتاب العربي والدولي.
المناسبة: حفل تكريم الإعلاميين.
المكان: مطعم الساحة.
الزمان: 25/4/2007.