فاطمة بنت محمد عليها السلام السيرة المختصرة

image

فاطمة بنت محمد عليها السلام السيرة المختصرة

1- والدها: أبوها خاتم الأنبياء محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله). أمّها السيّدة خديجة بنت خويلد.

فاطمة بنت محمد عليها السلام السيرة المختصرة

1- والدها: أبوها خاتم الأنبياء محمّد بن عبد الله (صلى الله عليه وآله). أمّها السيّدة خديجة بنت خويلد.

2- ولادتها: ولدت السنة الخامسة بعد البعثة النبويّة كما هو المشهور عند علماء الشيعة 1، وذلك يوم الجمعة في العشرين من شهر رجب، وعن الشيخ المفيد أنّها ولدت بعد المبعث بسنتين 2، وعن علماء أهل السّنّة أنّها ولدت قبل البعثة الشريفة بخمس سنوات 3.

3- في شعب أبي طالب
حاصر مشركو قريش النبيّ محمّدًا (صلى الله عليه وآله) ومن معه من المسلمين والهاشميين في شعب أبي طالب لمدّة ثلاث سنوات ابتداءً من السنة السابعة بعد البعثة المباركة، وكانت السيّدة فاطمة (عليها السلام) مع أبيها وأمّها في هذا الحصار تعاني ما عانوه من الجوع وشظف العيش، حيث عاشت في طفولتها المبكّرة الجهاد الاقتصاديّ في سبيل الدعوة إلى الإسلام.

4- وفاة السيّدة خديجة (عليها السلام)
في السنة العاشرة من المبعث النبويّ توفّيت أمّها السيّدة خديجة (عليها السلام) بعد رحيل أبي طالب (عليه السلام) عمّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) بأيّام، ممّا سبّب حزنًا شديدًا للنبيّ (صلى الله عليه وآله) الذي سمّى ذلك العام بعام الحزن. وقد عوّض وجود السيّدة فاطمة (عليها السلام) على أبيها فقدانه لأمّها الجليلة فملأت حياته بأسمى المعاني حتى عبّر عن ذلك بقوله (صلى الله عليه وآله): "فاطمة أمّ أبيها" 4، وهي كنية نعرف معناها حينما نقارنها بالكنية التي أطلقها القرآن الكريم على زوجات النبيّ (صلى الله عليه وآله) بقوله تعالى: "وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ" 5 فإذا كانت زوجات النبيّ (صلى الله عليه وآله) أمّهات للمؤمنين، ففاطمة (عليها السلام) هي أمّ رسول الله (صلى الله عليه وآله).

5- مواساتها لأبيها في مكّة
رغم صغر سنِّها وقفت عليها السلام إلى جانب أبيها في دعوته إلى الإسلام، فكانت إذا أصابه من المشركين أذًى تقف إلى جانبه تواسيه في دعوته. روي عن عبد الله بن مسعود أنّ النبيّ (صلى الله عليه وآله) كان يصلّي ورهط من قرش جلوس، وسلى 6 جزور 7 قريب منه، فقالوا: من يأخذ هذا السلى فيلقيه على ظهره، فقام رجل، وألقاه على ظهره، فلم يزل (صلى الله عليه وآله) ساجدًا حتى جاءت فاطمة (عليها السلام) فأخذته عن ظهره 8 .

6- مع ركب الفواطم
بعد ثلاث عشرة سنة من الدعوة في مكّة هاجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) باتجاه "يثرب"، تاركًا في مكّة ابن عمّه الإمام عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ليتبعه لاحقًا، وحينما وصل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) إلى منطقة "قبا" قرب المدينة أبى أن يدخلها حتى يأتي الإمام عليّ (عليه السلام)، وفاطمة الزهراء بنت النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطلب، وفاطمة بنت حمزة بن عبد المطلب، وحينما وصلن مع الإمام عليّ (عليه السلام) تحرّك النبيّ (صلى الله عليه وآله) نحو "يثرب" ليكون استقبال أهلها له وهو مع عليّ (عليه السلام) والفواطم.

7- حسن فاطمة
يكفي في الحديث عن حُسن السيّدة فاطمة (عليها السلام) ما ورد عن أبيها (صلى الله عليه وآله): "لو كان الحسن شخصًا لكان فاطمة" 9.

8- زواج النورين
في المدينة تقدّم لخطبة السيّدة فاطمة (عليها السلام) العديد من الرجال، فكان الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) يردّهم ردًّا جميلاً قائلاً لهم: "انتظر بها القضاء" 10.
وفي السنة الثانية من الهجرة النبويّة هبط ملك كريم على النبيّ الأعظم (صلى الله عليه وآله) قائلاً له: "بعثني الله إليك لتزوِّج النور من النور، فقال (صلى الله عليه وآله): من ممَّن؟ فقال: ابنتك فاطمة من عليّ بن أبي طالب" 11.
وعن الإمام الباقر (عليه السلام): "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إنّما أنا بشرٌ مثلكم أتزوّج فيكم وأزوّجكم، إلاّ فاطمة، فإنّ تزويجها نزل من السماء" 12.
ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام): "لولا أنّ الله خلق أمير المؤمنين لفاطمة (عليها السلام) ما كان لها كفؤ على الأرض" 13.

9- في بيت الزوجيّة
ورد أنّ الإمام عليّ (عليه السلام) قال لرجل من بني سعد: ألا أحدِّثك عنّي وعن فاطمة (عليها السلام)، إنّها كانت عندي، وكانت من أحبّ أهله إليه [أي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله)]، وأنّها استقت بالقربة حتى أثّر في صدرها، وطحنت بالرحى حتى مجلت يداها، وكسحت البيت حتى اغبرَّت ثيابها، وأوقدت النار تحت القدر حتى دكنت ثيابها..." 14.
وكان (عليه السلام) يقول: "فوالله ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر حتى قبضها الله عزّ وجلّ، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمرًا، ولقد كنت أنظر إليها، فتنكشف عنّي الهموم والأحزان" 15.

10- أولادها
كرّم الله السيّدة فاطمة (عليها السلام) بأن جعل ذريّة النبيّ المعصومة منها، فعن النبيّ (صلى الله عليه وآله): "إنّ الله جعل ذريّة كلّ نبيّ في صلبه، وجعل ذريّتي في صلب هذا" 16 وأشار إلى عليّ (عليه السلام).
وكان (صلى الله عليه وآله) يقول: "كلّ بني أنثى فإنّ عصبتهم لأبيهم، ما خلا ولد فاطمة، فإنّي أنا عصبتهم وأنا أبوهم" 17.
في السنة الثالثة من الهجرة في النصف من شهر رمضان أولدت السيّدة فاطمة "الحسن"، وفي السنة الرابعة للهجرة في الثالث من شعبان أولدت (عليه السلام) الحسين (عليه السلام)، وفي السنة الخامسة للهجرة أولدت (عليه السلام) "زينب"، وبعدها أولدت (عليه السلام) أم كلثوم التي كانت تسمّى بزينب الصغرى. ومن ولدها الحسين (عليه السلام) كان الأئمّة التسعة المعصومين الذين كانوا يفتخرون بنسبهم إلى جدّتهم فاطمة (عليها السلام) فعن حفيدها الثامن الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام): نحن حجج الله على الخلق، وجدّتنا فاطمة حجّة الله علينا"18.

11- علاقة الرسول (صلى الله عليه وآله) بابنته فاطمة (عليها السلام)
عن عائشة، ما رأيت أحدًا كان أشبه كلامًا وحديثًا برسول الله (صلى الله عليه وآله) من فاطمة (عليها السلام)، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها فقبّلها، ورحّب بها...، وكانت هي إذا دخل عليها رسول الله (صلى الله عليه وآله) قامت إليه مستقبلة وقبلت يده" 19.
وفي سيرة رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنّه كان إذا أراد السفر كان آخر عهده بفاطمة، وإذا رجع كان أوّل عهده بها.

12- آية التطهير
عن أمّ سلمة: في بيتي نزلت
﴿إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا 20...فجاءت فاطمة...فقال (صلى الله عليه وآله): ادّعى زوجك وحسنًا وحسينًا، فدعتهم...فغشاهم بكساء خيبري كان عليه، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي وحامّتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرًا، ثلاث مرات 21.

13- فاطمة في آية المباهلة
روي أنّ وفدًا من نصارى نجران قدم إلى الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وتحاور معه (صلى الله عليه وآله) في أمور العقيدة، فلم يقتنعوا بالإسلام، فأنزل الله تعالى على قلب نبيّه:
﴿فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ 22.
وفي وقت المباهلة أقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله) محتضنًا للحسين (عليه السلام)، آخذًا بيد الحسن (عليه السلام)، وفاطمة (عليها السلام) تمشي خلفه، وعليّ (عليه السلام) خلفها، وهو (صلى الله عليه وآله) يقول: إذا أنا دعوت فأمِّنوا، فقال أسقف نجران: يا معشر النصارى، إنّي لأرى وجوهًا لو شاء الله أن يزيل جبلاً عن مكانه لأزاله بها، فلا تباهلوا فتهلكوا، ولا يبق على وجه الأرض نصرانيّ إلى يوم القيامة" 23.

14- فاطمة في آية المودّة
أنزل الله تعالى قوله:
﴿قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى 24، فسأله بعض أصحابه: من هم القربى؟ فأجابهم (صلى الله عليه وآله): عليّ وفاطمة وابناهما" 25.

15- فاطمة في سورة الإنسان
عن ابن عبّاس، مرض الحسن (عليه السلام) والحسين (عليه السلام)،...فقال عليّ (عليه السلام): عليّ لله إن برأ ولداي ممّا بهما صمت ثلاثة أيّام شكرًا، وقالت فاطمة كذلك...فألبس الغلامان العافية، وليس عند آل محمّد قليل ولا كثير، فانطلق أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى شمعون الخيبريّ، فاقترض منه ثلاثة أصوع من شعير... فقامت فاطمة (عليها السلام) فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص، لكلّ واحد منهم قرص 26...فوُضع الطعام... إذا أتاهم مسكين، فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد (صلى الله عليه وآله)، مسكين من مساكين المسلمين، أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنّة، فسمعه عليّ (عليه السلام)...فأمر بإعطائه فأعطوه، فمكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئًا إلاّ الماء القراح.

فلمّا كان اليوم الثاني قامت فاطمة (عليها السلام) إلى صاع فطحنته واختبزته... فوُضع الطعام... فأتاهم يتيم فوقف بالباب، وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد (صلى الله عليه وآله)، يتيم من أولاد المهاجرين...أطعموني أطعمكم الله على موائد الجنّة، فسمعه عليّ (عليه السلام) فأمر بإعطائه فأعطوه، ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئًا إلاّ الماء القراح.

فلمّا كان اليوم الثالث، قامت فاطمة (عليها السلام) إلى الصاع الثالث فطحنته، ثمّ وُضع الطعام... وأتاهم أسير فوقف بالباب وقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد (صلى الله عليه وآله)، تأسرونا ولا تطعمونا، فسمعه عليّ (عليه السلام) فأمر بإعطائه فأعطوه الطعام، ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئًا إلاّ الماء القراح...

فهبط جبرئيل (عليه السلام) على محمّد (صلى الله عليه وآله) وهو يقول: "يا محمّد خذ ما هناك الله في أهل بيتك وهو يقرأ:
﴿هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا * إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا * إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلَاسِلَا وَأَغْلَالًا وَسَعِيرًا * إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا * عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا* يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا * وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا *فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُم بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا إلى آخر السورة 27" 28.

16- فاطمة في أحاديث أبيها
كثرت أقوال النبيّ (صلى الله عليه وآله) في مكانة فاطمة (عليها السلام) ومنزلتها، نعرض منها:
- عن مجاهد: خرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وقد أخذ بيد فاطمة، وقال: من عرف هذه فقد عرفها، ومن لم يعرفها فهي فاطمة (عليها السلام) بنت محمّد (صلى الله عليه وآله)، وهي بضعة منّي، وهي قلبي وروحي التي بين جنبيّ، فمن آذاها فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله" 29.
- عن ابن عبّاس، في رسول الله أنّه قال لعليّ (عليه السلام): "يا عليّ، إنّ فاطمة بضعة منّي، وهي نور عيني، وثمرة فؤادي، يسوؤني ما ساءها، ويسرّني ما سرّها، وإنّها أوّل من يلحقني من أهل بيتي" 30.
- عن الحسين (عليه السلام) عن عليّ (عليه السلام) قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): فاطمة بهجة قلبي" 31.
- عن أنس بن مالك: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): "خير نساء أمّتي فاطمة بنت محمّد" 32.
- عنه (صلى الله عليه وآله): "ليلة أعرج بي إلى السماء، رأيت على باب الجنّة مكتوبًا: لا إله إلاّ الله، محمّد رسول الله، عليّ حبيب الله، والحسن والحسين صفوة الله، فاطمة أمة الله، على باغضهم لعنة الله" 33.
- عن ابن عبّاس: قال (صلى الله عليه وآله): "وأمّا ابنتي فاطمة، فإنّها سيّدة نساء العالمين، من الأوّلين والآخرين، وهي بضعة منّي، وهي نور عيني، وهي ثمرة فؤادي، وهي روحي التي بين جنبي، وهي الحوراء الإنسيّة، متى قامت في محرابها بين يدي ربّها جلّ جلاله زهر نورها لملائكة السماء، كما يزهر نور الكواكب لأهل الأرض، ويقول الله عزّ وجلّ لملائكته: أنظروا إلى أمتي فاطمة، سيّدة إمائي، قائمة بين يديّ ترتعد فرائصها من خيفتي وقد أقبلت بقلبها على عبادتي، أشهدكم أنّي قد آمنت شيعتها من النار" 34.
- عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) وهو في حالة الاحتضار مخاطبًا عليًّا: "يا أبا الحسن، هذه وديعة الله، ووديعة رسوله محمّد عندك، فاحفظ الله واحفظي فيها، وإنّك لفاعله، يا عليّ، هذه والله سيّدة نساء أهل الجنّة من الأوّلين والآخرين هذه والله مريم الكبرى" 35.

17- موقف فاطمة (عليها السلام) من الخلافة
بعد وفاة الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله)، وما جرى من أحداث في السقيفة نهضت السيّدة فاطمة (عليها السلام) مدافعة عن الإمامة، فدخلت مع ثلّة من المؤمنات إلى المسجد النبويّ الشريف وخطبت في القوم خطبتها التاريخيّة التي سجّلت فيها موقف الدفاع عن إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) مبيِّنة حقّه وفضائله ومناقبه في الإسلام، مستنكرة ما قام به القوم في قضيّة الخلافة وقد استخدمت بعد ذلك أسلوب البكاء تعبيرًا عن موقف الحقّ، فأُبعدت عن بيتها القريب من المسجد، وبنى لها بيت الأحزان.

18- شهادة السيّدة فاطمة (عليها السلام)
بسبب موقفها من الخلافة جرى على السيّدة فاطمة (عليها السلام) خطوب عظيمة، فحرمت إرثها في فدك، وأوذيت في بيتها، فلزمت الفراش بسبب ذلك، فما كان منها للتعبير عن مظلوميّتها بشخصها وبقضيّة الحقّ التي نادت بها، إلاّ أن أرادت أن تخلِّد شاخص الحقّ فحدّدت من يصلّي عليها، وأوصت أن تدفن في الليل سرًّا، وأن يُخفى قبرها؛ ليكون ذلك معلمًا دالاًّ على الحقيقة.

فسلام عليها صدِّيقة شهيدة.


1 الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج 1 ، ص 458.
2 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 43، ص 8.
3 الطبرانيّ، المعجم الكبير، ج 2 ، ص 400 . ابن سعد، الطبقات الكبرى، ج 8، ص 26. الأصبهاني، مقاتل الطالبين، ص 30.
4 الطبرانيّ، المعجم الكبير، ج22، ص 397.
5 سورة الأحزاب، الآية 6.
9 البحرانيّ، هاشم، غاية المراد، تحقيق السيد علي عاشور، (لا،ط)، (لا،م)، (لا، ن)، (لا، ت)،ج 5، ص 34.
10 المتّقي الهنديّ، علاء الدين، كنز العمال، ج 12، ص 112.
11 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 43، ص 123.
12 الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج 5، ص 568.
13 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 43، ص 97.
14 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 43، ص 82.
15 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 23، ص 134.
16 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 38، ص 307.
17 المتّقي الهنديّ، علاء الدين، كنز العمال، ج 12 ، ص 116.
18 المسعوديّ، محمّد، الأسرار الفاطميّة، ط 2، قم، مؤسسة الزائر، 1420 هـ، ص 37.
19 الحاكم النيسابوريّ، أبو عبد الله، المستدرك، ج 3 ، ص 160.
20 سورة الأحزاب، الآية 33.
22 سورة آل عمران، الآية 61.
23 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 21، ص 281.
24 سورة الشورى، الآية 23.
25 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 23، ص 232.
26 الخمس هم عليّ وفاطمة والحسن والحسين وخادمتهم فضّة.
27 سورة الإنسان، الآيات 1-12 .
28 ابن طاووس، علي، إقبال الأعمال، تحقيق جواد قيومي الأصفهاني، ط 1 ، (لا،م)، مكتب الإعلام الإسلامي، 1415 هـ، ج 2، ص 375.
29 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج43، ص 54.
30 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج43، ص 24.
31 المصدر السابق، ج 23، ص 110.
32 المرعشيّ النجفيّ، شرح إحقاق الحقّ، (لا،ط)، قم، منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي، (لا،ت)، ج 10، ص 116.
33 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 27، ص 4.
34 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 28، ص 38.
35 المجلسيّ، محمّد باقر، بحار الأنوار، ج 22 ، ص 484.

  • الزيارات: 956