السيرة النبوية الشريفة

لعلّ العنوان الجامع لحفلنا الكريم هو الحبّ والتقدير للكتاب والكاتب.

 *فاحتفاؤنا الأوّل هو بالكتاب، لأنّه يعرض سيرة أفضل إنسان في عالم الوجود،وهو ممّا يساهم في أولويّات ثقافيّة ملحّة منها:

الأولويّة الأولى:هي المتعلّقة بتعزيز التأثير بالقدوة الصالحة في زمن يحفظ فيه شبابنا أسماء لاعبين كرة قدم من مختلف بلدان العالم أكثر ممّا يحفظون أسماء الأنبياء والأئمّة.

ولا يقتصر الأمر على فقط الأسماء، بل يستمر في المحاكاة والتقليد باللباس وقصة الشعر ونمط الحياة، ظنًّا أنّ ذلك يخدم كمالهم المنشود، وسبب انحراف وجهة كمالهم أنّهم لم يتذوّقوا معرفة الكمال الحقيقيّ الذي يجسِّده، أفضل تجسيد الإنسانُ الكاملُ محمَّدٌ (ص) الذي عرضه الله تعالى في القرآن بعنوان القدوة الحسنة "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ"[1]، أنّه (ص) قدوة في الشكل والمضمون.

أمّا في الشكلفعزَّز الله ذلك برفع اسمه في أذان الصلاة وإقامتها، بل أدخل اسمه في قلب الصلاة مشهودًا، وقدَّسه الله بالأمر أن نصلّي عليه كلّما ذكر اسمُه "محمّد" (ص)، وحثّنا أن نسمّي أبناءنا باسمه، وبارك الله في من سمِّي به حيث حلّ، فعنه (ص): "بورك بيت فيه محمّد، ومجلس فيه محمّد، ورفقة فيها محمّد"[2].

أمّا في المضمونفـأرادنا الإسلام أن نواكب حياته لنقترب من تعاليمه فكرًا، ومن سيرته سلوكًا.

وهنا تكمن أهمّية الكتاب في عرضه لهذه السيرة المباركة لرسول الله (ص)، والذي يتميّز بأمرين:

الأوّل: إنّ المستهدفين هم الناشئة والشباب، وهم أكثر الفئات استهدافًا في الحرب الناعمة التي نواجهها.

الثاني: الأسلوب القصصيّ الشيِّق السلس الجاذب.

الأولويّة الثانية:هي المتعلِّقة بالردّ على محاولات التشويه لشخصيّة رسول الله (ص) وقيمه، سواء من خلال الكتب (آيات شيطانيّة) أو من خلال الأفلام (براءة المسلمين) أو من خلال الكاريكاتور (شارلي إيبدو) أو من خلال الممارسات المشوِّهة للتكفيريين الدمويين (داعش وأخواتها).

فإضافةً إلى التنديد والاستنكار ينبغي تقديم الصورة الحقيقيّة لرسول المحبّة والرحمة، وكتاب السيرة النبويّة الشريفة الذي بين أيدينا، يقع في إطار هذا التقديم الواجب لا سيّما للناشئة والشباب. وبهذا يكون المؤلِّف – كما ذكرت في مقدِّمة كتابه- قد ضمّ حبر قلمه إلى دم الحسين في كربلاء.

*أمّا احتفاؤنا الثاني فهو بالكاتبالأخ الحبيب السيد عبد الودود الأمين الذي لم يقبل بإقامة حفل التوقيع هذا إلا بعد إصرار وإلحاح، لا ضنًّا منه بالمساهمة في تحقيق ما ذكرته من الأولويّتين، بل لسجيّته التي انجبلت من الإخلاص والتواضع والصمت، ولا عجب في ذلك وهو ابن بيت العراقة الهاشميّة.

والقارئ للكتاب يتلمّس انعكاس تلك القيم وأدب الكاتب فيما سطّره فأضاء علمًا وفضلاً، فضوء يد الكليم ما كان إلاّ بعد مسّها لموقع قلبه.

شكرًا لك سيد عبد الودود مجاهدًا في مسيرة الدفاع عن المقدّسات، مؤازرًا مجاهدي المقاومة على ثغور الوطن.

شكراً لمركز الإمام الخميني (قده) الثقافيّ لهذه اللفتة الكريمة.

شكرًا لكم جميعًا على تسجيل أسمائكم في قائمة الحبّ لرسول الحبّ محمّد (ص).

*كلمة القيت  في حفل توقيع كتاب "السيرة النبوية الشريفة بأسلوب قصصي شيق للشباب" لمؤلفه السيد عبد الودود الأمين الذي نظمته جمعية مراكز الإمام الخميني (قده) الثقافية ودار المحجة البيضاء وذلك في قاعة مجمع الإمام المجتبى (عليه السلام) حي الأميركان، الأربعاء 21-1-2015.

[1] سورة الأحزاب، الآية 21.

[2]الطبرسي، حسين، مستدرك الوسائل، ج15، ص 130.

  • الزيارات: 985