محمّد بن عبد الله (ص) السيرة المختصرة

2- ولادته

ولد النبيّ محمّد (ص) في العام الذي غزا فيه أبرهة مكّة لهدم الكعبة، وهو المعروف بعام الفيل الموافق لسنة 570م -كما جاء في أكثر الروايات-.

3- نشأته

أرسله جدّه عبد المطّلب، كما هي عادة الأشراف، إلى بادية بني سعد ليرضع هناك من حليمة السعديّة التي رأت البركة في حياتها أثناء وجوده (ص) معها. وحينما أكمل العامين رجعت به حليمة إلى أمّه آمنة طالبة منها أن يرجع محمّد (ص) معها إلى البادية محتجّةً بوباء حلّ بمكّة، وهكذا بقي محمّد (ص) عند حليمة حتى العام الخامس من عمره، حيث رجع إلى مكّة ليكفله جدّه عبد المطلب، ويغمره بعطفه وحنانه، لا سيّما بعد فقد أمّه حينما بلغ السادسة من عمره.

وفي السنة الثامنة من عمره توفي جدّه عبد المطلب، فكفله عمّه أبو طالب الذي عوَّض برعايته وعطفه وحنانه عليه ما افتقده (ص) بموت أبيه وأمّه وجدّه.

 

 

4- زواجه من خديجة

حينما بلغ النبيّ محمّد (ص) الخامسة والعشرين من العمر، وذاع ذكره الحسن، لا سيّما صدقه وأمانته وخُلُقه الذي دخل مسامع خديجة بنت خويلد، وكانت من أفضل نساء مكّة في خَلْقها وخُلُقها ومواهبها إضافةً لثرائها، فأرسلت محمّدًا (ص) في تجارة لها إلى الشام وبعد عودته، وقد سبقته أخباره المحبّبة، أرسلت إليه من يدعوه إلى الزواج منها، فرحّب بهذه البادرة، فتمّ الزواج المبارك الذي بقيت فيه السيّدة خديجة خير سند للنبيّ (ص) في حياته.

5- بعثته

كان النبيّ محمّد (ص) قبل نبوّته على شريعة خليل الله إبراهيم (ع)، لم ينحنِ رأسه، ولم يخشع قلبه لغير الله.

وكان (ص) في تلك المرحلة، ولأعوام عديدة، يذهب في شهر رمضان إلى غار حراء، يقيم فيه الشهر بكامله مكتفيًا بالقليل من الطعام والشراب تحمله إليه زوجته خديجة متفرِّغًا للتأمّل والتفكّر والاختلاء بالله تعالى. وحينما بلغ الأربعين من العمر، وبينما هو في غار حراء نزل إليه الملك جبرئيل يُعلمه بأنّ الله تعالى اجتباه رسولاً له تاليًا عليه أوّل آيات القرآن الكريم: " اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ "[1].

6- بداية دعوته

كان أوّل المصدقين بدعوة النبيّ محمّد (ص) زوجته خديجة، وابن عمّه عليّ بن أبي طالب الذي كان يعيش في كنفه. وبقي النبيّ محمّد (ص) يدعو إلى دين الإسلام مستترًا لمدّة ثلاث سنين، فآمن به عدد قليل تستّروا في إسلامهم حتى لا يتعرّضوا للعذاب والتنكيل.

 

 

7- دعوة الأقربين

بعد تلك السنوات الثلاث طلب الله عزّ وجلّ منه أن يعلن دعوته إلى الإسلام بدءًا بعشيرته الأقربين بقوله تعالى: "وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ "[2]، فدعا النبيّ (ص) الأقربين من عشيرته إلى طعام، وكانوا حوالي أربعين رجلاً، وبعد تناول الطعام قال لهم النبيّ (ص): ما أعلم إنسانًا في العرب جاء قومه بمثل ما جئتكم به، لقد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني ربّي أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي، ووصيّ، وخليفتي فيكم من بعدي"[3]، فأحجم  القوم إلاّ عليّ (ع)، فقام وهو أحدثهم سنًّا وقال: أنا يا نبيّ الله، كرّر النبيّ (ص) المقالة وتكرّر انفراد عليّ (ع) بالجواب. فقال (ص): إنّ هذا أخي ووصيّ وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يستهزئون[4].

8- الدعوة العامّة

بعد ذلك أنزل الله تعالى على نبيّه الإذن بالدعوة العامّة بقوله عزّ وجلّ: " فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ"[5]. فصعد النبيّ (ص) على الصفا، ودعا الناس إلى دين الله تعالى.

ومع بدء الدعوة العلنية بدأ التعذيب والتنكيل بالمسلمين، إلى أن أذن الله عزّ وجلّ بأنّ يهاجر قسم من المسلمين إلى الحبشة حيث أكرمهم ملكها، وأمّن لهم الإقامة في رعايته وحمايته؛ وبعد فترة رجع المسلمون إلى مكّة، فوجدوا أنّ قريشًا ما زالت على موقفها من المسلمين، فهاجروا مع غيرهم الهجرة الثانية إلى الحبشة.

أمّا من بقي من المسلمين في مكّة، فقد حاصرهم مشركوها في شعب أبي طالب ثلاث سنين، منعوا عنهم كلّ تموين وإمداد بعد أن تعاهدوا على محاربة النبيّ محمّد (ص) ومن آمن معه، وخطّوا ذلك في كتاب علّقوه دخل الكعبة، فأرسل الله حشرة أكلت ذلك الكتاب إلاّ كلمتين منه هما " باسمكاللهمّ" ممّا أدّى إلى فشل أسلوب المقاطعة.

9- بيعة العقبة الأولى

في السنة الحادية عشرة من بدء الدعوة الإسلاميّة جاء ستّة نفر من الخزرج إلى مكّة، والتقوا برسول الله (ص) الذي دعاهم إلى الإسلام، فأجابوه وأسلموا، ثمّ رجعوا إلى المدينة يبشّرون بالدين الجديد، ثمّ بعد ذلك قدم وفد من الأنصار مؤلّف من اثني عشر رجلاً، والتقوا برسول الله في العقبة، وبايعوا رسول الله (ص) على أن لا يشركوا بالله شيئًا، ولا يسرقون، ولا يزنون، ولا يقتلون أولادهم، ولا يأتون ببهتان يفترونه، ولا يعصون رسول الله. وسمّيت هذه البيعة ببيعة العقبة الأولى.

وبعث رسول الله (ص) معهم إلى المدينة مصعب بن عمير، وأمره أن يقرئهم القرآن، ويعلّمهم الإسلام، ويفقّههم في الدين.

10- بيعة العقبة الثانية

وفي السنة اللاحقة قدم وفد من المدينة ممّن أسلموا، هم ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان، فبايعوا رسول الله (ص) في العقبة، وسمّيت ببيعة العقبة الثانية.

12- معجزة الإسراء

وفي أجواء الضغط الكبير على رسول الله (ص) والمسلمين كرّم الله تعالى نبيّه محمّدًا (ص) بمعجزة الرحلة الإلهيّة التي أطلع الله تعالى فيها نبيّه (ص) على منزلته وعظمته وكثير من الكرامات الإلهيّة، وهي التي أنزل الله فيها قوله تعالى: " سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ "[6].

13- الهجرة من مكّة

مهّدت بيعة العقبة الثانية لهجرة رسول الله (ص) إلى "يثرب"، بعد أن قرّر المشركون قتله، فنبّأه الله تعالى بمؤامرتهم، فخرج من مكّة بعد أن أمر ابن عمّه عليّ بن أبي طالب (ع) بالمبيت على فراشه لإيهام المشركين أنّه ما زال في مكّة.

وبعد أن اكتشف المشركون أنّ عليًّا هو من كان يبيت في فراش رسول الله (ص)، راحوا يقتفون أثره (ص) إلى أن وصلوا إلى غار "ثور" الذي كان النبيّ قد لجأ إليه مع صاحبه أبي بكر، إلاّ أنّ المشيئة الإلهيّة أبت إلاّ حماية رسول الله (ص) من خلال الإيحاء إلى عنكبوت، فنسجت خيوطها على باب الغار، وإلى حمامتين بريَّتين أقامتا عند باب ذلك الغار، فلمّا رأى المشركون ذلك رجعوا خائبين.

14- في قبا

وصل النبيّ (ص) إلى بلدة "قبا" قرب مدينة "يثرب"، وأقام فيها رافضًا دخول المدينة إلاّ بعد أن يقدم عليّ بن أبي طالب (ع) مع الفواطم[7]من مكّة.

15- في المدينة

بعد قدوم الإمام عليّ (ع) والفواطم دخل رسول الله (ص) المدينة تاركًا راحلته تسير به إلى أن انتهت إلى بقعة بركت عندها، فأمر رسول الله (ص) ببناء مسجدٍ في تلك البقعة سمّي بمسجد النبيّ (ص) الذي تحوّل إلى مكان للصلاة والتفقّه في الدين، والتخطيط لأمور الأمّة، والحكم والقضاء بين الناس، وملجئًا للفقراء والمساكين.

 

 

 

 

16- المؤاخاة بين المسلمين

آخى النبيّ (ص) في المدينة "يثرب" بين المهاجرين الذين قدموا معه والأنصار من أهل المدينة، بأن أمر (ص) كلّ أنصاري أن يتخذ له أخًا من المهاجرين، أما هو (ص) فقد اتخذ عليّ بن أبي طالب أخًا له، وخاطبه بقوله: "أنت أخي في الدنيا والآخرة"[8].

17- الوثيقة الوطنية

سعى النبيّ (ص) لتحقيق الوحدة بين جميع سكان "يثرب" من المسلمين والمشركين وأهل الكتاب من اليهود، ليجنّب المسلمين الأخطار الداخليّة، وبالتالي ليتفرّغ لمواجهة خطر مشركي قريش، فنتج عن ذلك توقيع معاهدة صداقة وتحالف بين المسلمين وغيرهم من  أهل المدينة.

18- حروب النبيّ (ص):

خاض النبيّ (ص) في المدينة حروبًا عديدة، حصل بعضها بسبب عداوة مشركي مكّة وكذلك مشركين آخرين من العرب، وحدث بعضها بسبب انقلاب اليهود على المواثيق، وبعضها الآخر مقابل الروم، وقد أحصيت حروبه بـ 74 حربًا خاض منها 27 غزوة بنفسه، وأرسل 47 سرية أخرى.

من أبرز تلك الحروب:

أ- معركة بدر

في السنة الثانية للهجرة، وبعد اعتراض المسلمين لقافلة قريشية بقيادة أبي سفيان، قدمت قريش متجهّزة للحرب بـ 950 مقاتلاً مقابل 313 مقاتلاً من المسلمين، وكانت نتيجة المعركة انتصار المسلمين نصرًا مدوّيًا هزّ معنويات المشركين من قريش، ورفع عاليًا معنويات المسلمين الذين لمسوا المدد الإلهيّ في تلك المعركة.

ب- معركة أحد

بعد هزيمة المشركين في "بدر" حشدت قريش منها ومن غيرها من الأعراب جيشًا مؤلّفًا من حوالي ثلاثة آلاف مقاتل، ونزلوا في سفح جبل على خمسة أميال من المدينة، فخرج إليهم رسول الله (ص) في ألف من المقاتلين، وكادت المعركة تنتهي بنصر المسلمين، لولا معصية فريق من المسلمين بالبقاء في ناحية الجبل طمعًا بالغنائم، وقد استشهد في هذه المعركة حمزة عمّ النبيّ (ص)، ومصعب بن عمير، وأنجى الله تعالى نبيِّه بحماية الإمام عليّ (ع) وثبات نفر قليل من المسلمين.

ج- معركة الخندق

بعد هزيمة المسلمين في أحد حقّق النبيّ (ص) انتصارات كبيرة في عدّة غزوات، إلى أن حلّت السنة الخامسة للهجرة، ففيها اتّفقت قريش وجماعة من الأعراب واليهود على غزو النبيّ محمّد (ص) في المدينة.

واستطاعوا جمع أكثر من عشرة آلاف مقاتل بهدف دخول المدينة، فأمر النبيّ (ص) المسلمين، بإشارة من سلمان الفارسيّ، أن يحفروا خندقًا كبيرًا من الجهة التي يمكن للمشركين أن يدخلوا منها، وكان عدد مقاتلي المسلمين ثلاثة آلاف.

ورغم وصف الله تعالى لحال المسلمين بقوله: " وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ "[9]،إلاّ أنّ الله تعالى أنزل نصره على المسلمين بعد أمور ثلاثة:

1- قتل الإمام علي بن أبي طالب (ع) لعمر بن ود العامريّ الذي استطاع القفز بفرسه فوق الخندق.

2- خلاف حصل بين اليهود وبعض القبائل بتدبير من رسول الله.

3- إرسال الله تعالى عواصف رعبت المشركين وطيّرت خيامهم.

 

 

د- معركة خيبر

بعد المؤامرات المتتالية من اليهود قرّر النبيّ (ص) غزوهم في خيبر، فخرج من المدينة في ألف وستمائة من المسلمين، وبقي القتال أيامًا، وكان النبيّ يولّي الراية كلّ يوم لرجل من أصحابه، فأولى أبا بكر برايته، فرجع دون أن يصنع شيئًا، ثمّ أعطى في اليوم الثاني رايته عمر بن الخطّاب، فكان نصيبه نصيب صاحبه، وهكذا إلى أن قال النبيّ (ص) للمسلمين: "والله لأعطينّ الراية غدًا رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله"[10]فرجا كلّ مسلم أن يكون صاحب الراية.

وفي اليوم التالي استدعى النبيّ (ص) عليّ بن أبي طالب (ع)، وكان أرمد العين، فمسح النبيّ (ص) بيده الكريمة على عينه فبرئ من ساعتها، وأعطاه الراية، فانطلق عليّ (ع)، وقتل قائدهم "مرحب"، فولَّى اليهود منهزمين داخل الحصن، وعند الحصن اتّقى عليّ (ع) ضربة بترسه فوقع ترسه على الأرض، فتناول بابًا كان عند الحصن، وجعله مكان الترس، فلم يزل بيده وهو يقاتل حتى رماه فوق خندق، وجعله قنطرة، واجتاز المسلمون عليه إلى داخل أبنية الحصن وكان النصر المؤزّر.

19- صلح الحديبية

في السنة السادسة من الهجرة قرّر النبيّ (ص) أن يذهب مع المسلمين لزيارة بيت الله الحرام في مكّة، في رحلة سلميّة، فخرج مع ألف وأربعمائة من المهاجرين والأنصار، وقيل أكثر من ذلك باتّجاه مكّة.

وصل النبيّ (ص) وأصحابه إلى "ثنية المراد" مهبط "الحديبيّة" من أسفل مكّة، فمنعتهم قريش بإصرار عن دخول مكّة، وبعد قدوم العديد من الوفود إلى رسول الله (ص) يُبلغونه موقف قريش الحازم تمّ التوصّل إلى اتّفاق قَبِله النبيّ (ص) ومن أهمّ بنود هذا الاتّفاق رجوع النبيّ (ص) بمن معه ذلك العام، على أن يأتي (ص) في العام الذي يليه مكّة بمن معه من المسلمين، ويخرج منها أهلها، ويبقى فيها النبيّ ثلاثة أيّام بدون سلاح غير السيوف في أغمادها، وأن من أحبّ من المشركين أن يدخل في عهد محمّد (ص) كان له ذلك، ومن أحبّ أن يدخل مع المشركين فله ذلك أيضًا، من غير حرج من أحد الطرفين.

وكان من نتائج هذا الاتّفاق أنّه دخل في الإسلام في السنتين اللاحقتين له أكثر ممن كان على الإسلام، أي أكثر من تسعة عشر سنة.

20- فتح مكّة

خرقت قريش وبعض حلفائها المعاهدة مع النبيّ (ص)، فقتل بنو بكر في السنة الثامنة للهجرة عشرين رجلاً من خزاعة الذين دخلوا في عهد النبيّ محمّد (ص)، فجهّز النبيّ (ص) جيشًا من عشرة آلاف مقاتل ودخل مكّة رافعًا شعارات سامية منها: "اليوم يوم الرحمة"[11]ومنها "من ألقى سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن"[12].

واستسلم المشركون بعد أن قاوم بعضهم قليلاً، ودخل النبيّ (ص) الكعبة، وكسّر أصنامها، وهو يقول: "جَاء الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا"[13]وخطب (ص) في المكيّين قائلاً: "اذهبوا، فأنتم الطلقاء"[14]وكان فتح مكّة ممهّدًا لدخول الناس إلى الإسلام أفواجًا أفواجًا، وهذا ما سطّره القرآن الكريم في قوله تعالى الذي أنزله على نبيّه (ص): " إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا"[15].

 

21- الدعوة النبويّة إلى خارج الحجاز

بعد أن اطمأنّ النبيّ (ص) على سير الدعوة إلى الإسلام في شبه الجزيرة اتّجه إلى ما وراءها، فأرسل رسالات الدعوة إلى الإسلام إلى هرقل ملك الروم، وكسرى ملك فارس، وعامله في بلاد اليمن، والمقوقس في مصر، والنجاشيّ في الحبشة.

22- حجة الوداع

في السنة العاشرة للهجرة حجّ رسول الله (ص) في حشد عظيم أحصاه بعضهم بما يزيد على مئة ألف، وأثناء عودته خطب في غدير خم قائلاً للمسلمين: "أيّها النّاس، إنّ الله مولاي، وأنا مولى المؤمنين، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت مولاه، فعليّ مولاه، اللهمّ والِ من والاه، وعادِ من عاداه، ثمّ قال (ص) : أيّها النّاس، إنّي فرطكم، وأنتم واردون عليّ الحوض...وإنّي سائلكم حين تردون عليَّ عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، الثقل الأكبر: كتاب الله...فتمسّكوا به ولا تضلّوا ولا تبدّلوا، وعترتي أهل بيتي، وإنّه قد نبّأني اللطيف الخبير أنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض"[16].

23- رحيل رسول الله (ص)

في 28 صفر التالي لحجة الوداع، وفيما كان الإمام عليّ (ع) يحتضن رسول الله (ص) وهو يحتضر ارتحل رسول الله (ص) للقاء ربّه، فسلام الله عليه حين ولد وحين ارتحل ويوم يبعث حيًّا.

 

 

 



[1]سورة العلق، الآيات 1-5.

[2]سورة الشعراء، الآية 214.

[3]المتقي الهندي، علاء الدين، كنز العمال، (لا،ط)، بيروت، مؤسّسة الرسالة، 1409هـ، ج13، ص 133.

[4]المصدر السابق نفسه.

[5]سورة الحجر، الآية 94.

[6]سورة الإسراء، الآية 1.

[7]هنّ فاطمة بنت رسول الله، وفاطمة بنت أسد بن هاشم، وفاطمة بنت الزبير بن عبد المطّلب، وفاطمة بنت حمزة.

[8]الترمذي، محمّد، سنن الترمذي، تحقيق عبد الوهاب عبد اللطيف، (لا، ط)، بيروت، دار الفكر، 1983م، ج5، ص 300.

[9]سورة الأحزاب، الآية 10.

[10]الكليني، محمّد، الكافي، تحقيق علي أكبر الغفاري، (لا، ط)، بيروت، دار الأضواء، 1985م،   ج8، ص 351. الحاكم النيسابوريّ، أبو عبد الله، المستدرك، تحقيق يوسف المرعشلي، (لا، ط)، بيروت، دار المعرفة، (لا، ت)، ج3، ص 132.

[11]المجلسي، محمّد باقر، بحار الأنوار، تصحيح محمّد مهدي الخرساني، (لا، ط)، طهران، دار الكتب الإسلاميّة، 1396هـ،ج21، ص 109.

[12]الطوسي، محمّد، الخلاف، تحقيق جماعة من المحققين، (لا،ط)، قم، مؤسّسة النشر الإسلاميّ، 1407هـ، ج5، ص 527.

[13]سورة الإسراء، الآية 81.

[14]الكلينيّ، محمّد، الكافي، ج3، ص 513.

[15]سورة النصر، الآيات 1-3.

[16]المتّقي الهندي، علاء الدين، كنز العمال، ج5، ص 290.